ابعث لنا ملكا!!

رمضان عبدالسلام
مشاركة المقال

 ليس مخطط بريطانيا  للانفراد بليبيا و ليد اليوم .. ينشغل بعض الليبيين  منذ أيام بما يظنون أنه مشروع بريطانيا لتحويل بلادهم إلى مملكة مرة أخرى.

بريطانيا هي الحامي السابق لليبيا ؛ و حامل قلمها الحالي  " penholder "  منذ أن دخلت في فوضي سنة 2011؛  التي  لـــــــ بريطانيا يد طولى فيها ..في الحالتين بريطانيا نصبت نفسها  وصيّا على ليبيا .. الأولى بصفة حامي و الثانية بصفة حامل.

قبل 3 سنوات و تحديدا في مارس 2020  كتب السفير البريطاني الأسبق في ليبيا " نيكولاس هوبتون"  و في معرض  ما سُمّي المراجعة المتكاملة للمملكة المتحدة وليبيا ضمن الدور العالمي الذي خططت بريطانيا للقيام به  في السنوات الخمس 2020 - 2025 :

" هدفنا الشامل هو أن نكون قوة من أجل الخير.  يرتكز ذلك على قيمنا الأساسية المتمثلة في الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وسيادة القانون،  وحرية التعبير والعقيدة، والمساواة. 

على الصعيد العالمي، سوف يركز عملنا على خمسة أهداف رئيسية:

حل التحديات العالمية، الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا؛ الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان؛ دعم التدفق الحر للتجارة ورأس المال والمعرفة؛  اتخاذ نهج أكثر قوة للأمن والردع. إن هذا مهم بالنسبة لليبيا." 

" نريد المساعدة في معالجة دوافع الصراع، وتعزيز الحكم الفعال والمؤسسات الديمقراطية وسيادة القانون واستخدام نظام العقوبات العالمي لمحاكمة أولئك الذين ينتهكون حقوق الإنسان.  ونريد أن نلعب دورًا أكبر في المؤسسات الدولية، مثل الأمم المتحدة، حيث يمنحنا مقعدنا الدائم في مجلس الأمن ودورنا كحامل القلم في ليبيا منصة للتأثير على المجتمع الدولي ودفعه للعمل.

في السنوات المقبلة، ( تنتهي في ديسمبر القادم) سنحشد بشكل متزايد قدراتنا الدبلوماسية والأمنية والدفاعية والتنموية لدعم الشعب الليبي في رحلته نحو السلام والاستقرار والديمقراطية والازدهار " .

  انتهى ما كتبه السفير البريطاني الأسبق.

إن هذه السنة  هي الخاتمة لـ "خمسية" بريطانيا. فهل كان كل هذا "التنميق" الذي كتبه سفيرها حينها ؛  غطاء لمشروع تحويل ليبيا إلى مملكة مرة أخرى ؟

كل ما تفعله بريطانيا منذ عام 1969 هو إعادة ليبيا إلى وضعها قبل ذلك العام  لاسترداد مافقدته.

ليست محاولة بريطانيا إعادة ليبيا إلى محمية لها هي  الأخيرة. ستظل بريطانيا تحرص على أن تظل ليبيا في حال الفوضى إلى أن تحقق مأربها في الهيمنة عليها بمملكة او باي نوع آخر من الحكم فليبيا ضمن مخطط بريطانيا العالمي!

و على هذا فإن فوضى ليبيا ستطول ربطاً بالمعطيات الدولية الحالية ، فالملف الليبي شائك؛ تتشابك فيه مصالح قوى عظمى  و في أولها روسيا .

روسيا بدعم الصين تعاند لإقرار نظام دولي متعدد كما تدّعي ؛ لكن روسيا همها الأول أوكرانيا. تسوية ملف أكرانيا و الاعتراف بمصالحها فيها ربما يكون مدخلاً لتسوية ملف ليبيا العالق. لكن هل تملك بريطانيا وحدها القرار في ملف ليبيا؟

و هل إن  مصالح روسيا في ليبيا تقل أهمية بالنسبة لها عنها في أكرانيا؟

و هل يظل الليبيون على سلبيتهم يتفرجون ؟ 

 ليس أمام الليبيين حسب المعطيات المحلية و الدولية المنظورة حاليا و التي هي لصالحهم  إلا خيار واحد وحيد:

طرد كل الأجانب الذين تستخدمهم بريطانيا لإبقاء ليبيا في حال الفوضى و أولهم ما يعرف بـــــــ بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا و سفارات الدول التي عينت مبعوثين لها إلى ليبيا فوق سفرائها ..

و ذلك بمحاصرتها بالاعتصامات  الشعبية إلى أن ترحل و العمل في نفس الوقت  على السيطرة على مؤسسات الإدارة سلمياً بمشروع توافقي وطني  لاستعادة النظام  ..

و إلّا سيظلون يتلهون بما تشغلهم به بريطانيا و غيرها من مخططات لتقطيع الوقت ؛ فالظروف الدولية ليست مواتية  لحل خارجي لمشكلة ليبيا التي ورّط العالم كله نفسه فيها سنة 2011 بما فيه روسيا و الصين.