أوراق في الخيانة

عبدالسلام سلامة
مشاركة المقال

[.1.] …  الحال حال " شتي " ، دخلت الليالي البيض ، ثم رفعت الراية البيضاء وخرجت ، ودخلت الليالي السود ( الدافيات الليل الساقعات النهار ) ويفترض ان تكون قد خرجت  أول أمس الثاني من شهر  ( الكبائر ) ، ولكن

الليالي السود لازالت تقاوم وبالتقويم الليبي الحديث من حقها ان تقاوم وتمتد وتستمر ..

وفي كل الأحوال أيها الوطن الذي دخل عامه الـ 14 وهو في قمة الكدر والسواد ، لا عليك فقد ( حبيتك بالصيف ..حبيتك بالشتي ..وملقانا ياحبيبي خلف الصيف ..وخلف الشتي ) ، وكل عام وانتم أكثر إصراراً على مسح العار بمناسبة اطلالة شهر الكبائر ..

[.2.].  … وعلى ذكر الكبائر يقول المشائخ حفظهم الله ( الكبائر من الأمور التي يجب ان يكون الجميع على علم ودراية وفهم لها ) ، ثم يقولون : ( كل حد يوجب إقامة الحد على مرتكبه هو كبيرة ، وسُمّيت كبيرة لأنها معصية للكبير سبحانه وتعالى ) ، ويعدد المشائخ الكبائر ويقولون ان الزناء مثلاً كبيرة ، والسرقة كبيرة ، وخيانة الأوطان كبيرة …الخ ، و " خلّونا " بالله عند هذه الأخيرة ، باعتبارنا اليوم في اليوم الرابع من شهر الكبائر …

 [.3.].  … وقبّح الله الخيانة ، فهي عمل خسيس لا يقوم به شخص سوي ، لكن السؤال :

# هل الخيانة كـ كبيرة من الكبائر هي مرض نفسي يصيب بعض الناس ( فتعركهم عرك الرحى بثقالها )؟

# لماذا يخون بعض ال ( بني ادمين ) أوطانهم؟

# لماذا يخون الصاحب صاحبه؟

# لماذا خيانة الماء والملح ؟!

# لماذا خيانة الوطن ولماذا خيانة الصاحب ؟

# أليس خيانة  الماء والملح هي خيانة للنفس ، فلماذا يخون البعض أنفسهم ؟!

لماذا يخون بعض الليبيين ليبيا الجميلة ؟!!!

[.4.].  … يقول الإرهابي " برنار ليفي " الراعي الرسمي ، والقائد الروحي والميداني لثورات الربيع العربي في كتابه ( يوميات كاتب في قلب الربيع الليبي ) لقد وجدت الطريق ممهدا من خلال استعداد البعض لخيانة اوطانهم ( لقد شاركت في الثورة الليبية بدافع يهوديتي ، لقد قمت بذلك رافعاً راية وفائى  لأسمي وللصهيونية ولإسرائيل  ) !!

لم يقل قمت بذلك لتحرير ليبيا من ( التاغية معمر القدافي ) ، ولكن بدافع يهوديتي ومن اجل الصهيونية واسرائيل ..!!

وعندما هرع القوادون ( حشاكم ) ( لشح الحبل ) لهتلر واعطائه الاحداثيات التي يطلبها ، لم يستقبلهم بوجه بشوش ولم يضحك في وجوههم لكنه ضحك عليهم وقال فيهم ( هولاء أحقر الناس الذين قابلتهم في حياتي لانهم ساعدوني على احتلال اوطانهم ) ، وبنفس الطريقة تعامل ( برنارد ليفي ) مع القوادين  المحليين سنة 2011 ( حشاكم 100 مرة )، أما الشاعر الشعبي الليبي فقال فيهم :

هاذيم ناس ماهم ناس …من شرق الجزيرة الى مدينة فاس …مايستحوا م العيب..

[.5.].  … يا الله ، ما أبشع الخيانة ، وما أقبح الخونة ، وما أصح وجوههم ..!

كيف يمشي الخائن في السوق ؟

وكيف يأكل مع الناس ؟

وكيف ينام ملء جفونه كما ينام الطيبون الانقياء؟؟؟

لكن اعتقد ان الخائن وان مشى في السوق فهو لا يمشي إلا منكباً على وجهه ..

وأعتقد ان الخائن وإن نام فهو لاينام إلا كما ينام " الخزز " وعيونه مفتوحة خائفا مرعوبا ..

وهل نام ( بروتس ) نوما طيبا وهو الذي طعن سيدة " يوليوس قيصر " مؤسس الامبراطورية الرومانية من الخلف رغم انه كان معه كريما سخيا وحين فاجأه بالطعن من الخلف صاح فيه ( حتى أنت يابروتس ؟!)..

[. 6.].  …  قال أحدهم ساخراً ( هناك أُناس سمعوا ان الوطن غالي فباعوه ) ..!

وقال آخر جاداً ومحذرا ( ضع في مسدسك عشر رصاصات ، تسعة للخونة وواحدة للعدو فلولا خونة الداخل ما تجرأ عليك عدو الخارج )..

[.7.].  … أما الثالث فقد رأى الوطن في عيني حبيبته ، ورأى عيني حبيبته في الوطن ، فتوجه اليها متغزلا:

( أحاول سيدتي أن أحبك خارج كل الطقوس ، وخارج كل النصوص ، وخارج كل الشرائع والأنظمة .

أحاول سيدتي أن أحبك في أي منفى ذهبت إليه ، لأشعر حين أضمك يوما لصدري بأني أضم تراب الوطن )..

[.8.].  … أخيراً ، من خان خان ، ومن تغلب على النفس الإمّارة بالسوء وصانها من زلات الزمان صان ، و ( كل يد تمسح على وجهها ) وأياكم والكبائر ، وكلما شعر أحدكم — " أنتم الصامدون في مواقعكم ولم تبدلوا "  — أنه قد ضعف ، أو ان اليأس " يتحرش "به ، يعود الى النجع ، والى  شعر المقاومة ويستل منه ( مايُرقي )  به نفسه ، ويستمر في المقاومة..

صحيح ان الناتو هزمنا عسكريا قبل 14 سنة ، لكنه لم ينل من معنوياتنا ولن ينال ..

والعدو نفسه يعرف كيف: ( لها قعمزنا ركبه ونص ..وجت تردس.. يوازي فيها لمنحس

ويعرف كيف (ركبه ونص لها صبينا … بحر وجو الناتو يذري

لا كبكبنا لا ولينا ….. لا فينا ساذج لا غري )..

               والكفاح مستمر…