هدى بن عامر صحيفة الشمس الليبية مشاركة المقال استكمالاً للشهادات التاريخية في الذكرى الثامنة لاستشهاد القائد، معمر القذافي، وتوثيقاً واستذكاراً لحقبته التاريخية، تستكمل قناة الجماهيرية العظمى لقاءات وشهادات رفاق القائد الشهيد، حيث قالت أمين اللجنة الشعبية لشعبية بنغازي وأمين اللجنة الشعبية للرقابة الإدارية سابقًا، الدكتورة هدى بن عامر، إنه تم تصعيدها في المؤتمر الشعبي العام، كأمين شؤون اللجان، وكذلك تم تصعيديها في جهاز التفتيش والرقابة الشعبية. واعتبرت بن عامر، أن طبيعة العمل في هذا الجهاز بمثابة الضبط الذي يحدث في المؤسسات العسكرية، خاصة وأن الأمر يتعلق بميزانية الدولة والمشاريع، مؤكدة أن أي خطأ عواقبه ليست بالأمر الهين، مشيرة إلى أنه بفضل العاملين المخلصين وكذلك من سبقوها في تولي هذا المنصب، تمكنت من إنجاز العمل الذي أقل ما يقال عنه “مرضي أو مقبول”. وأشارت إلى إعدادها منظومة عمل في جهاز التفتيش والرقابة، للابتعاد عن الفساد المتمثل في تعطيل المشروعات خاصة السكانية حيث كانت هناك ثورة كبيرة في هذه المشاريع، والتي قدرت وقتها بمليارت تتطلب السرعة في إنجازها وعدم تعطيلها إما بالرشوة، أو ما يرفضه رويتن العمل نفسه، مبرزة أن هذه المنظومة تشتمل على مراجعة العقود والدفعات واستلام العقود ومراجعتها وكذلك المخطابات في حال تم الموافقة عليها. وأكدت أن هذه المنظومة حققت مبدأ الشفافية وقطعت الطريق على من يتقول على أداء الرقابة، وتم وضع حدود للتعامل المباشر بين صاحب المشروع “الدولة” وبين منفذه والرقابة، وتم تحديد سقف زمني 15 يومًا من تاريخ تسليم ملف المشروع أو الدفعات، والنتائج كانت تنشر مباشرة على الموقع الإليكتروني للرقابة. ووصفت تقرير الرقابة الصادر عن عام 2010ـ 2011م، بـ”المتميز جدا” والمعبر عن الحال الموجود. وانتقلت بالحديث إلى مرحلة البرلمان العربي الانتقالي، الذي كانت هي وثلاث ليبيين أعضاء فيه، حتى تم انتخابها كرئيسة لهذا البرلمان، مردفة أنها المرة الأولى الذي تتولى فيه امرأة عربية رئاسة برلمان محلي أو على المستوى العربي. وشددت بن عامر، على أن القائد كان له دور كبير في هذه المسألة، حيث التقى اللجان الأربعة المكونة لهذا البرلمان داخل الأراضي الليبية، ووجه لهم بعض الملاحظات وحرضهم على أن يكون هذا البرلمان دائم، وأبلغهم أنه داعم لهم، وأنه بعد استكمال النظام الأساسي للبرلمان التقوا القائد، وكانت أول قمة في ليبيا عام 2010م. وتابعت: “الحملة الإعلامية التي روجت لما يسمى بالربيع العربي المزعوم، وكانت لجامعة الدول العربية، والبرلمان العربي نصيب من هذا التأثير، فمن دون أية مقدمات تم تجميد عضوية ليبيا في كلا المنظمتين”، معتبرة أن هذا اتُخذ على معطيات خاطئة بالكامل، مشيرة إلى أن هذا هو ما يعترفون به الآن. واستطردت: “هذا القرار اتُخذ في وقت صعب مرت به ليبيا، حيث كانت الجملة الهمجية الغربية عليها، 40 دولة هي حلف الناتو، كانوا يقصفون ويدمرونها، والجامعة العربية سارعت بمخاطبة مجلس الأمن لاتخاذ قرارات لتدمير البلاد ، فكانت حرب همجية غير متكافئة، 40 دولة تدمر هذه البلد الصغيرة، ولكن الجماهير لم تتخاذل، ووقفت مع القائد ودافعت عن الأرض للرمق الأخير”. وأضافت: “لم يكن أمام القائد خيارات، كل ما كان أمامه هو الدفاع عن الوطن، سواء بالنصر أو بالاستشهاد، وبالفعل سجل الشهيد ورفاقه ملحمة بطولية سيذكرها التاريخ في رتل العز في 20 التمور/أكتوبر، بعد القرار الذي اتخذه بفك الحصار المفروض عليه من قبل حلف الناتو”. ولفتت إلى أن الأطفال والنساء والشيوخ كانوا ضحية لهذه الهجمة البربرية، التي دمرت البنية التحتية والقوات المسلحة، وكأن الأمر “مسح ماهو موجود بالكامل”، مؤكدة أنه كان للمرأة في الجماهيرية دور كبير في هذه الحرب، حيث كانت المحرض الأساسي لأبنائهم على التصدي لهذه الحرب، وكثيرًا منهن استشهدن. وواصلت: “لكن المرأة الآن في ليبيا بعد 2011م، ما هو وضعها؟، فالمرأة قبل ذلك تم إدخالها إلى العمل السياسي مبكرًا حيث كان لكل أمين مؤتمر، مساعدة، وكذلك الأمر في اللجان الشعبية، وهذه كلها ليست من فراغ إنما هي إتاحة فرص للمرأة بالتدريب، لإعدادها وتقويتها، فالمرأة كانت تحصل على كامل حقوقها في الجماهيرية، لأن القوانين قد صيغت كي تنصرها خاصة في الأحوال الشخصية”. وأشارت إلى تواجد المرأة ف المؤسسات العسكرية والشرطية والشعب المسلح، وفي المواقع القيادية، لافتة إلى أنها أثبتت قدرتها ونجاحها في هذا الدور، مشيرة إلى أن القائد لم يكن ليسمح بأن تهان المرأة، مُذكّرة بواقعة “ثلاث سيدات كانوا قد اعتقلوا في تركيا، وهو ما جعل القائد يأمر بجلبهن إلى البلاد فورًا حتى وإن كانوا أخطأوا، ليتم محاسبتهم في بلادهم، وهو ما حدث بالفعل.” واستفاضت في ذكر كيف كانت المرأة تعامل قبل عام 2011م، فقالت، إنه حتى عندما يتم متابعة الحركات الهدامة في البلاد من زندقة وغيرها، كان عندما تكشف التحقيقات تورط إحدى النساء لم تكن تستجوب إلا بحضور ولي أمرها، ولم تكن لتُحتجز أكثر من ثلاث أيام، وإذا كان الأمر يتطلب فيتم تحديد إقامتها في منزلها ولا تغادره، حتى تستكمل التحقيقات مضيفة: “هذه النقاط كان القائد يصر عليها”، مبدية امتعاضها من إهدار حقوق المرأة في ليبيا الآن، لاسيما أن هناك الكثير من السيدات اللاتي يتم اعتقالهن في مختلف البلدان ولا أحد يسأل عنهن و”لا كأنهن ليبيات”. واستنكرت بن عامر، الحال الذي وصلت إليه المرأة الآن، مشيرة إلى أنه بعد أن كان لديها مرتبها الضماني والضمان الاجتماعي والرعاية الاجتماعية وحقها في البيت في حال طلقت ولديها أطفال، فأين هي هذه المكاسب التي تحققت لها بفضل القائد الآن؟، لافتة إلى أنها تقف طوابير من أجل 200 دينار وهي 20% من قيمة راتبها. وتابعت: “في ملف الأحوال الشخصية لم تكن المرأة، لترمى هي وصغارها في الشارع، أو أن تعامل بعد الطلاق بحسب مزاج زوجها السابق، إن أراد يأخذ الأطفال، وإن لم يريد رماها هي وصغارها من دون مأوى”. وأوضحت أنه حتى في قوانين المرور، وعند مخالفتها لأحد هذه القوانين، كانت تعامل معاملة خاصة، حتى لا يتم التحرش بها، ولم يكن هناك عنف ضد المرأة، أما الآن فالمرأة تُضرب في طابور المصرف من قبل الضابط الذي ينظمهن بالبندقية، وأيضا تخدم في البيوت بمصر وتونس، وهذا ما لم يحدث من قبل، ويتم ابتزازها من أجل السكن والعلاج والراتب. وأرجعت بن عامر، سبب هذه الظواهر إلى “كارثة” فبراير التي أدت إلى التفكك الاجتماعي، مشيرة إلى أنه لم يعد هناك أخلاق، حيث تفشت “هيستيريا الظلم”، وتقبع أكثر من 3000 سيدة في سجون الظلام من عام 2011م، معتبرة أن هذه الأوضاع التي تقر بأن السيدات الليبيات يحبسن في أماكن غير معلومة لأسرهن ويكون سجانيهم “ثوار فبراير”، هي كارثة بكل ما تحمله الكلمة. وقالت بن عامر: “أدعوا كل من يقولون أنهم يمثلون الطيف الجماهيري، ومن قاموا بتشكيل أجسام وحركات أو جبهات إلى عدم الجلوس أو الحوار والنقاش مع الطرف الآخر إلا بعد إطلاق سراح البنات الأسيرات، فوالله إن هذا لعار أن يجلسوا معهم أو يقدموا تنازلات قبل الإفراج عن المعتقلات، وقلنا أن هذا في أول الأمر، لكن الآن الرؤية ظهرت، فلماذا الاستمرار في هذا الوضع، ونسمع في مبعوثين الأمم المتحدة وممثلين المجتمع المدني، فالكثير من الناس أبلغونا أنهم يسمعون في بكاءهم، فهل ماتت النخوة، وأين مؤسسات المجتمع المدني التي يتحدثون عنها؟”. وأضافت: “هذا الوضع موجود الآن، فأولادكم من يخرج منهم يعود أو لا يعود، ومن ينج تكون أطرافه مبتورة، ومن لا يحدث له شيئ يجن من هول ما رأى، فلماذا كل ذلك؟، فمن المفترض أن يكون للمرأة دور في منع أبنائها من الانخراط مع الميليشيات، لأنها أكثر من يتضرر من هذه الحرب الموجودة الآن”. وتابعت: “القائد عندما كان يتحدث كان يتحدث عن المتطرفين ويقول إن الليبيين أولاده ولا يمكن أن يقبل بمن يؤذيهم، وقلتم أن الجيش يفعل الأفاعيل ويغتصب الفتيات، وتبين أن كل هذا كذب وافتراء، ويظهر علينا ما يسمى بقيادات فبراير ومفكريها مثل محمود جبريل ليقول إن هناك 8 آلا مغتصبة من مصراتة ومن زوارة ومن غيرها، وتظهر سرقيوة لتقول هناك 8 آلاف مغتصبة وتبكي، وبعدها ظهرت الحقيقة وأنه ليس هناك حالة واحدة”. وواصلت: “أين الحل الذي تقدمه يا محمود جبريل، نتيجة لتشويه المرأة في مصراتة، وفي الجبل الغربي وزوارة وغيرها، وإلى سكان هذه المناطق لماذا سكتتم وقد تم تشويه شرفكم عبر الإعلام، وماذا قدمت سرقيوة تجاه هذا الكذب المتعمد، فهذه القصة لن تمر مرور الكرام، ونحن مجتمع إسلامي محافظ، فهذا الأمر تقطع فيه عشرات الآلاف من الرقاب، وبعد هذا الكذب يعلن محمود جبريل أنه كان يظن كذا، وفوق هذا كله يريد أن يكون رئيس لليبيا، رئيس كذاب عيني عينك، وبعد ذلك خرج وقال إنه كذب وأنه ضغط وجانب إعلامي لإنجاح الثورة”. واستكملت: “هذه التي يسمونها بثورة فبراير من أساسها معتمدة على الكذب، وبالتالي أنتجت هذا الخطأ، وأين ستهرب سرقيوة سواء من ربها أو من الليبيات، ونحن كنساء فتحنا ملفات لمحمود جبريل ولسرقيوة تحديدًا، وسيأتي اليوم بإذن الله الذي نحسبكم فيه على تشويه المرأة الليبية، فهل الثورة عن طريق نشر الأباطيل والكذب؟، وهذه هي فبراير، لكي تنجح لعبوا على حكاية الشرف، وهم لفيف من المجرمين ومن الفشلة ومتعاطي المخدرات، ونحن ليبيين ونعرف بعض، فجل من التحق بفبراير كان لدخول البيوت وسرقة الأموال والذهب، ثم يدخلون الميليشيات للحصول على المرتبات المجزية، فهؤلا هم المرتزقة”. وأردفت: “تم السيطرة على مصرف ليبيا المركزي والسيطرة على النفط، وكل الموارد الآن تصب في مصلحة الميليشيات، وكل الطراطير الموجودين في الحكم الكلمة ليست لهم، لكنها كلمة الميليشيات التي تفرض عليهم كل شيء، ورأيتم ما حدث مع على زيدان وغيره، وما خفي كان أعظم، فماذا عاد على الشعب الذي تم تغفيل نسبة كبيرة منه وتضليله بآلة الإعلام بعد تسع سنوات؟، فلم يتم رصف شارع واحد، وحتى المشاريع السابقة توقفت، والنفط الذي يتم تصديره هو المعلوم ناهيك عن غير المعلوم”. واستدركت: “هناك أمراض لم تكن موجودة وقضت عليها ثورة الفاتح، الآن هذه الأمراض عدت من جديد، المصيبة التي وضعت فبراير ليبيا فيها جعلتها تصل لمرحلة ما قبل الاستقلال، الآن الدول التي كانت تطلب ود الليبيين هم من يحركون الليبيين، فليبيا كانت تقود أفريقيا بالكامل والعالم بأسره”. وأفاضت: “قيادات فبراير مثل بلحاج وغيره ليكسبوا ود قطر، شحنوا ليبيات إلى هناك، وقد سمعتم التسجيل بين القطري وبين أحد الثوار، فهل كان أحد يجرؤ لينظر إلى ليبية، وكنا نخرج خارج ليبيا مرفوعات الرأس ويكفي أن نقول أننا ليبيات، ففبراير استخدمت المرأة لتحقيق مصالحها وأهدافها، ولديهم الغاية تبرر الوسيلة، وهذا هو شرفهم، فالمرأة الليبية الشريفة تخجل من صور هؤلاء مع ليفي ومع ماكين”. واختتمت: “مبروك عليكم التنمية، مبروك عليكم الإعمار، مبروك عليكم المدارس والجامعات، مبروك عليكم الأمن والأمان، ميروك عليكم السيولة، مبروك عليكم فبراير”. الذكريات وأحداث تلك الحقبة التاريخية لا زالت كثيرة، والشهادات الصادقة لا تطمسها السنين، وتبقى حاضرة في الأذهان تتوارثها أجيال بعد أجيال، وإن لم تُدون في صفحات الكتب، فسيقصها الأب لأبنائه والجد لأحفاده.. انتظروا باقي الشهادات التاريخية. في هذا المقال هدى بن عامر معمر القذافي تعليقات فيسبوك