ماذا تعرف عن مصحف الجماهيرية ؟ و لماذا مصحف الجماهيرية ؟

اهتمت ثورة الفاتح منذ انبلاجها بشؤون القران الكريم و حفاظه و بتعليمات مباشرة من القائد معمر القذافي تم اصدار القوانين و اللوائح التي تتظم تحفيظ القران الكريم وانشاء مراكز و مدارس وزوايا و منارات تعليم القرآن و احكامه واصوله ومنح حفاظ كتاب الله درجات وظيفية عالية تعادل الدرجات الممنوحة لخريجي الجامعات و المعاهد العليا . و بفضل هذا الاهتمام الواسع اصبح الليبيون في مقدمة المسلمين الحافظين للقرآن الكريم في صدورهم حتى بلغ عدد حفاظ الكتاب الكريم حوالي 1/5 الشعب الليبي ( اكثر من مليون حافظ ) . و لما كانت القراءة المتداولة في ليبيا و عموم شمال افريقيا براوية الامام قالون عن نافع فقد تميز اهل الديار الليبية عن باقي هذه الدول بتواتر رواية قالون عن نافع بما اختاره الامام الحافظ ابو عمرو الداني بالرسم العثماني عن طريق ابي نشيط التي كانت متداولة في المدينة المنورة و تناقلها الحفاظ جيلا عن اخر اثر وصول الفتح الاسلامي الى ليبيا بينما تواتر عند باقي الديار الاسلامية في شمال افريقيا رواية قالون عن نافع بما اختاره الامام خراز ، ويوجد بين الطريقتين بعض الاختلاف في احكام المد و الوقف وايضا بعض الخصائص الدقيقة التي تفوق فيها الامام ابو عمرو الداني لدقتها و صعوبتها ، وكانت المفارقة في ان المصاحف المتداولة في ليبيا قبل طباعة مصحف الجماهيرية كانت جميعها برواية قالون عن نافع بما اختاره الامام الخراز مما يشكل فارقا لدى القراء و الحفاظ عند رجوعهم للمصحف لان النقل المتواتر عن صدور المشائخ المحفظين ينتهج ما اختاره الداني . بالتالي كانت الحاجة لطباعة مصحف الجماهيرية على الطريقة المتواتر منذ مئات السنين لدى الحفاظ في هذه الديار . وباهتمام بالغ من القائد معمر القذافي لما توارد اليه من كبار ائمة وشيوخ تحفيظ القرآن الكريم بليبيا اصدر تعليماته بضرورة العمل على طباعة مصحف الجماهيرية بما يتوافق مع القراءة المتواترة لاهل البلد وبدأ العمل فعليا على ذلك في يوم الاثنين 27 من ربيع الاخر الموافق الثاني من شهر الربيع /مارس 1982 ، على ما يوافق رواية الإمام قالون عن نافع المدني ورُسم بالرسم العثماني على ما اختاره الحافظ أبو عمرو الداني ، و المصحف من طريق محمد بن هارون المعروف بأبي نشيط ، و شارك في الاشراف عليه لجنة مكونة من نخبة من المشائخ والحفظة المتخصصين في ليبيا و العالم الاسلامي على رأسهم أمين اللجنة الشيخ محمد أحمد مشاري والشيخ مصطفى أحمد قشقش أمينا مساعدا, وقد قام بكتابته الشيح أبو بكر ساسي المغربي، وقد كتب القائد معمر القذافى آخر كلمة فيه. قُسم مصحف الجماهيرية إلى أحزاب وأرباع وأثمان فهو ستين حزبا والحزب أربعة أرباع والربع أربعة أثمنان ثم التقسيم الأخير وهو ثمن و جملة السجدات فيه إحدى عشرة سجدة بمواضع متفرقة منه. استغرقت أعمال اللجنة لإعداده تخطيطا وكتابة ومراجعة بإشراف إذاعة القرآن الكريم بالجماهيرية العظمى وبرعاية جمعية الدعوة الإسلامية العالمية التي اسسها القائد معمر القذافي منذ السنوات الاولى لقيام ثورة الفاتح حوالي ثلاث سنوات ونيفا، وانتهت في ليلة القدر من شهر رمضان عام 1403 هـ (1983) م، واكتملت طباعته عام 1987. يمتاز هذا المصحف بأن كل صفحاته تنتهي مع نهاية إحدى الآيات باستثناء خمس صفحات،وهي التي تحوي الآيات التالية: الآية 218 من سورة البقرة. الآية 44 من سورة النساء. الأية 27 من سورة إبراهيم. الآيتين 36، و42 من سورة النور. يعتبر مصحف الجماهيرية الاعلى مستوى على صعيد العالمين الإسلامي والعربي، كتابةً وتنفيذاً ولايجاريه في ذلك على الأرجح إلاّ المصحف الذي كتبه عثمان طه الذي تنتهي كل صفحاته بنهاية إحدى الآيات . جمع و تقديم // محمد الاسمر البوزيدي .