تقرير دولي: قفزة في أعداد المهاجرين داخل ليبيا بالرغم من المخاطر الأمنية

.
مشاركة المقال

أظهرت بيانات مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة ارتفاع في أعداد المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء الذين وصلوا ليبيا خلال الأشهر الأولى من العام الجاري، بالرغم من انعدام الاستقرار الأمني والانتهاكات التي يتعرض لها هؤلاء داخل مراكز الاحتجاز حول البلاد.

وسجلت بيانات المصفوفة وجود 858 ألفا و604 مهاجرين داخل ليبيا حتى النوار- فبراير الماضي، بزيادة 19% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، كما أورد «مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد» عبر موقعه الإلكتروني أمس الجمعة.

زيادة أعداد المهاجرين داخل ليبيا

ورصدت بيانات مصفوفة تتبع النزوح اتجاها صعوديا مستمرا في وصول المهاجرين واللاجئين إلى ليبيا خلال العام الماضي والأشهر الأولى من العام الجاري، مشيرة إلى تركيز شديد في طبيعة المهاجرين، إذ ينحدر 83% منهم من أربعة بلدان فقط، هي السودان والنيجر ومصر وتشاد.

يرجع ذلك إلى انعدام الاستقرار الجيوسياسي الذي يدفع المهاجرين إلى الهجرة صوب ليبيا، والانطلاق منها إلى أوروبا. وقد أسهمت الحرب الأهلية في السودان بشكل كبير في ازدياد أعداد المهاجرين داخل ليبيا، حيث وصل 262 ألف سوداني تقريبا إلى البلاد حتى فبراير الماضي.

كما تدفع الأوضاع الاقتصادية المتردية المهاجرين إلى الاتجاه صوب ليبيا. ووجد مسح أجرته المنظمة الدولية للهجرة أن 74% من المهاجرين يبحثون عن الفرص الاقتصادية كسبب رئيسي للهجرة إلى ليبيا.

وفي حين تمثل ليبيا نقطة العبور الرئيسية للمهاجرين المتجهين إلى أوروبا، أعرب الثلث فقط ممن وصلوا إلى ليبيا عن نيتهم الاستقرار بها، في حين أوضح 11% من المهاجرين أنهم يتعزمون التحرك صوب بلاد أخرى، وأكد 16% نيتهم العودة إلى بلدانهم.

 

وعبر 6 آلاف و835 مهاجرا من ليبيا صوب أوروبا خلال شهري أي النار- يناير والنوار- فبراير الماضيين، ووصلوا إلى إيطاليا ومالطا، في زيادة نسبتها 32% مقارنة بـ4 آلاف و626 مهاجرا غادروا ليبيا في الفترة نفسها من العام 2024.

كما سجلت المنظمة الدولية للهجرة وفاة 104 مهاجرا خلال رحلة العبور في البحر المتوسط من ليبيا إلى إيطاليا ومالطا، مع تسجيل فقدان 260 مهاجرين آخرين.

تدهور الوضع الأمني إلى الأسوأ

في سياق متصل، حذر «مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد» من تأثير الاشتباكات المسلحة، التي شهدتها العاصمة طرابلس الأيام الماضية، والاضطرابات الأمنية على وضع المهاجرين وطالبي اللجوء داخل ليبيا.

ولفت المشروع الدولي إلى تدهور الوضع الأمني في ليبيا إلى الأسوأ، مما يضع المهاجرين وطالبي اللجوء في خطر أكبر، مضيفا أن المهاجرين داخل مراكز الاحتجاز المنتشرة في أرجاء البلاد يواجهون تعذيبا وعنفا على يد عناصر من الأجهزة الأمنية التابعة للدولة.

 

وقال إن المشكلات المركبة التي يتعرض لها المهاجرون بالفعل في ليبيا تتفاقم بسبب الوضع الأمني المضطرب وانعدام الاستقرار المستمر. يفر عديد من هؤلاء من بلدانهم بحثا عن الأمن، لكنهم يجدون ليبيا ليست مضمونة على الإطلاق.

وأضاف المشروع أن الوضع السياسي الخطير بالفعل قد تدهور إلى الأسوأ مع تصاعد وتيرة العنف في العاصمة طرابلس بسبب الاشتباكات المسلحة، التي أعقبت مقتل قائد ما كان يعرف بـ جهاز دعم الاستقرار، عبدالغني الككلي.

وتابع: تضيف الاشتباكات العنيفة والهجمات ضد المناطق المدنية والمأهولة تحديات وتهديدات جديدة إلى الشعب الليبي، ولا سيما المجموعات الأكثر ضعفا مثل المهاجرين، الذين عادة ما يتحولون إلى أولى ضحايا الذين يقعون في مرمى نيران التشكيلات المسلحة.

 

وقد أبلغ عديد المهاجرين وطالبي اللجوء داخل مراكز الاحتجاز في مناطق عدة حول ليبيا عن تعرضهم لـ التعذيب والاغتصاب والعنف الجنسي والابتزاز والعمل القسري على يد جهاز دعم الاستقرار، بحسب مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد.

ومشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد هو مشروع  صحفي استقصائي دولي يهدف إلى كشف الجرائم المنظمة والفساد في جميع أنحاء العالم، ويقدم تحقيقات معمقة حول هذه القضايا، ويسهم في محاسبة المسؤولين وتوعية الجمهور

 

 

 

 

 

 

 

في هذا المقال
تعليقات فيسبوك